نحن جزء من العالم النامي، ولا نريد أن نرى أنفسنا وقد تخندقنا مع أولئك الذين يعادون التطور التكنولوجي ، وعندما نتأكد من وجود أدلة ملموسة على أضرار جانبية لذلك التطور، أضرار تهدد الحياة على كوكبنا بدرجات متفاوتة ، فان الحديث يأخذ مجرى آخر.
فموضوع حماية البيئة وديمومتها، لم يعد موضوعا من أجل الترف الفكري، أو موضوعاً يهم مجموعة بشرية دون سواها أو تخصصا علميا دون بقية التخصصات بل أضحى عنوانا هاما لكافة العلوم النظرية منها والتطبيقية، وإذا حصرنا حديثنا في مجال التنمية العمرانية وتطور المستوطنات البشرية، فان الإنسان قد استخدم مواهبه في ابتكار تقنيات من أجل إيجاد مأوى يناسبه ويحميه واستمر يطورها عبر آلاف السنين، والتي كانت في توافق وانسجام مع البيئة من حوله.
لكن الثورة الصناعية، شكلت منعطفا خطيرا في علاقة الإنسان مع بيئته، وانقطع مسار التطور التقني المتواصل مع البيئة، والمتصالح معها، ليبدأ عصرا يصبح الإنسان فيه مع ما ابتكره من تكنولوجيا في جانب، والبيئة وحماتها في جانب آخر، وجاءت فكرة التكنولوجيا التوافقية حيث كانت الدعوة إلى إيجاد وتطور تكنولوجيات تناسب إمكانيات شعوب العالم الثالث، مستغلة الإمكانيات البشرية ومواد البناء المحلية
التهديد الذي تشكله التنمية غير المرشدة للبيئة يأتي تحت عنوانين رئيسيين هما:
نضوب الموارد من جهة و التلوثات بمختلف ألوانها وأشكالها من جهة أخرى، وكلا الحالين، ينذر بوقوع كارثة بيئية. والمقصود بالموارد هنا، المصادر المحروقة المولدة للطاقة، كالبترول والغاز والفحم، وهنا تصبح المعادلة على النحو التالي:
إذا ما تمادينا في استهلاك مصادر الطاقة القابلة للنضوب، فإننا حتما سننتهي لإحدى النهايتين، أيهما تأتى أولا، إما نضوب مصادر الطاقة، مما يعنى توقف العمليات التنموية بمختلف أشكالها، أو وصول حالة من التلوث لا تطاق ، وهذا يعنى توقف الحياة جزئيا أو كليا على هذا الكوكب، وفى الحالتين ستكون الكارثة. سنصبح مخيرين بين الموت جوعا وفقرا نتيجة لنضوب الموارد أو الموت اختناقا وكمدا نتيجة لارتفاع مستوى التلوث
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق