حنانيا

كنيسة حنانيا تقع في إحدى حارات منطقة باب شرقي في دمشق
مكانتها ليست فقط قيمة دينية انما صفتها الأثرية الضاربة في التاريخ وهندستها المعمارية البسيطة والعظيمة في آن واحد والتي تبعث في النفس غنى روحياً يصفه أو قد يعجز عن وصفه من دخلها واستشعر حنيتها ولامس قدسيتها. الكنيسة هي بيت ومكان عبادة القديس حنانيا أحد أهم الشخصيات المؤثرة في تاريخ الديانة المسيحية وأول أسقف في مدينة دمشق وفي هذه الكنيسة مكث بولس الرسول ثلاث سنوات مع القديس حنانيا ينهل من تعاليم الدين المسيحي بعد أن كان يهودياً قادماً على رأس جيشه ليحارب المسيحيين
في الكنيسة مكتبه جميلة مليئة بالتذكارات والايقونات والبروشورات التعريفية التي يمكن أن نحصل عليها قبل أن نودع الكنيسة لنتجه عبر حارات دمشق إلى الكاتدرائية المريمية الموجودة ضمن منطقة باب شرقي في حارة طالع الفضة. هي ليست مجرد كنيسة انما هي تجمع كبير يضم مقر لسكن البطريرك ودار للبطريركية لإدارة شؤون الطائفة ومكتبة وميتم ومدرسة ضمن حديقة واسعة يمكن زيارتها كلها قبل الدخول إلى قلب الكنيسة

تدمر

قع سورية في غرب القارة الآسيويّة، وتعتبر أحد أهم بلدان الشام، وهلالها الخصيب، وتحتوي سورية على العديد من الآثار القديمة ذات الإرث التاريخي الذي يعبر عن مدى أهميّة موقع سورية، وتتميّز هذه الآثار ببناء معماري جميل، وربما أهمها هو مدينة تدمر التاريخية
تدمر هي احدى أهم المدن الأثريّة والتاريخية في سورية و العالم؛ حيث لها شُهرةٌ ومكانةٌ حضاريّة وتاريخيّة مرموقة. ارتبطت المدينة باسم الملكة زنوبيا التي كانت تحكُمها، وازدهرت ازدهاراً كبيراً في عهدها. كانت المدينة محطّ القوافل التجاريّة بين بلاد الشام وبلاد الرافدين، حيثُ كانت تقع على طريق الحرير التجاريّ، وكانت المدينة تُسمّى بأثينا الجديدة، كما سُميّت المدينة بعروس الصحراء، وواحة النّخيل، وهو معنى اسم Palmyra الذي أطلقهُ الرومان على المدينة نسبة الى النخيل فيها . أمّا اسم تدمُر فهو الاسم الذي أطلقتهُ شعوب ما قبل الساميّة على الموقع، وما زال يُستَخدَم حتى اليوم.
تتصدر مدينة تدمر التاريخية لائحة البرامج السياحية العالمية نتيجة معطيات حضارية و أثرية مميزة لا توجد في أماكن قديمة أخرى ، حيث اكتسبت تدمر بصمة خاصة من التفرد عبر الأزمنة بوجودها وسط الصحراء فقد سكنها الانسان منذ العصر الحجري الحديث ، و اعطاها الآراميون اسم /تدمرتو/ و تعني الاعجوبة. و تدمر تضم تنوعاً فريداً من اشكال السياحة فهناك السياحة الثقافية للاثار المذهلة و السياحة البيئية لمحمياتها الطبيعية المتنوعة والسياحية الصحية العلاجية في البادية السورية ، كما أن ليل تدمر ساحر تهب عليه في الصيف نسمات ندية . و تكتسي في الربيع ببطون أوديتها و سهولها بالخضرة و الازاهير أي أنها مقصد سياحي متكامل . يعتبر الكثير من السياح أن زيارتهم لتدمر هي الحلم . أيضا تدمر تحوي من الثقافة و الفن ما يجعل آلاف الباحثين و الدارسين تتجه أنظارهم اليها و تكون محجاً لهم يقطعون البحار و القفار ليصلوا و ينهلوا من ثقافتها الزاخرة و فنونها الرائعة في أي مكان فضلاً عن الهدوء و الامان و حرية التجوال للسائح في أية ساعة يشاء ، كما أن الانسان السوري ودود و كريم و صاحب ابتسامة دائماً .‏

لمحة تاريخية :


يعود تاريخ المدينة إلى عصر النبي سُليمان، حيثُ تمّ ذكرها في كتاب الإنجيل، وذَكِرَ وصفها أنّها الصّحراء التي قام سُليمان بتحصينها. وتم ذكرها مع النبي يوسف باسمها (تدمُر)، وهي المدينة التي بناها يوسف.
في القرن الأول الميلادي وقعت مدينة تدمُر تحت حُكم الرّومان ، وأُطلِق عليها لقب كولونيا،. ازدهرت المدينة في القرنَي الثّاني والثّالث الميلادي، وأصبحت مركزاً تجاريّاً هامّاً، وبعد سقوط الدولة الباراثيّة واجهت المدينة بعض الصّعوبات في طرق التّجارة. قام الرومان بتعيين سبتيموس أذينة كملك على تدمُر، وتمّ تسميتُه بحاكم الشّرق , وبعد اغتياله استلمت حُكمَ المدينة زوجته الملكة زنّوبيا. ازدهرت المدينة في عهدها بشكل كبير جداً، واشتهرت بكونها مركزاً رئيسيّاً للتّجارة في ذلك الوقت، واستقلالها الكامل عن الدولة الرومانيّة، كما قامت بالسّيطرة على أرجاء واسعة من مدينة الأناضول في عام 270 ميلاديّ، لكن سُرعان ما قام الإمبراطور أوريليان باستعادة الأناضول عام 272 ميلادي، وقام بهدم مدينة تدمُر في العام الذي يليه. بالرّغم من تعرُّضها لأحداث مُدمّرة، إلا أنّ المدينة استمرّت في كونها مركزاً رئيسيّاً على طريق ديوكلتيانوس، وهو الممرّ الذي كان يربط مدينة دمشق بنهر الفرات في العراق. وفي عام 634 ميلادي جرت فيها الفتوحات الإسلاميّة بقيادة الصحابيّ خالد بن الوليد

قلعة دمشق

من أجمل ما قيل عن قلاع سوريا ما نشرته الصحيفة الفايننشال تايمز البريطانية مقالاً عن سورية بعنوان «الأسواق القلاع والأنظمة الاجتماعية» للصحفي راؤول جاكوب قال فيه :
<<إنّ أفضل الرحلات هي تلك التي تمنحنا نظام السفر عبر الزمن، وسورية هي الرائجة اليوم لأنها المليئة بالقلاع التي تبدو وكأنّها مسرحٌ معد يجسد فيلما رائعا
قلعة دمشق الحصينة حامية مدينة دمشق القديمة وعلامتها الفارقة وهويتها التي تقدمها لزوارها قبل أي شيء آخر ,حيث تحتل الزاوية الشمالية الغربية على أسوار مدينة دمشق وتطل على أحد فروع وادي بردى (المسمّى العقرباني )
رغم تتالي السلطات عليها من المغول الذين فككوها الى المماليك الى العثمانيين الذين جعلوا منها ثكنة عسكرية الى وحدات المشاة الانكشارية وأخيرا قصفها من قبل الفرنسيين رداً على الثورة السورية الكبرى ضد الانتداب الفرنسي لتصبح ثكنة وسجن الا أنها ما تزال شامخة شموخ الملوك تروي قصة أقدم مدينة مأهولة في العالم ومعتزة بسموها وعلوها وجمال طلتها رغم كل السنين .
في عام (1979م) سجلت على لائحة التراث العالمي في قائمة اليونيسكو من ضمن مدينة دمشق القديمة وبدأ الترميم فيها عام (1986م)برعاية المديرية العامة السورية للآثار والمتاحف (DGAM) واستمرت حتى عام (1999م).
ميزة القلعة :
تعتبر قلعة دمشق تحفة معمارية عسكرية تميز بها الفن المعماري في العهد الايوبي بأبراجها الاثنا عشر, وشرفاتها البارزة , و الأفاريز والتدرجات , والأبواب المقنطرة , وحجارتها الكبيرة المدبّبة التي أعطت جدرانها سماكة مضاعفة مقاومة لضربات المنجنيقات .
كما حوت القلعة قصوراً ومنازل للسلاطين والأمراء والولاة والفقهاء والعلماء والوزراء وأيضا جامع ومخازن وحمّامات وحوانيت وطواحين.
تبنى القلاع عادةً على تلال مشرفة أو مرتفعات , إلا أن قلعة دمشق بنيت على مستوى الأرض , وقد اختير هذا المكان لبناء القلعة لوجود الحماية المائية لها وتوفر مصادر المياه لداخل القلعة بالإضافة الى جهة الرياح الغربية التي تهب على القلعة وتعطي هواءً نقياً , وقام البناؤون بتعويضها عن الارتفاع الطبيعي بمميزات أخرى فريدة , كحصنها الضخم , وأبراجها العالية , بالإضافة الى الطريقة التي نحتت بها.

معرض دمشق الدولي

العالم اليوم هو شبكة أخبار تتناقل الاحداث العامة منها والأحداث المثيرة لحظة بلحظة سواء كانت سياسية أو اقتصادية أو فنية، والمعارض الدولية هي واحدة من الأخبار المثيرة للاهتمام سواء لمجرد الفضول أو لهواه الاستكشاف والسفر أو للمستفيدين من الناحية التجارية والاستثمارية او الباحثين عن أسواق جديدة لترويج ما لديهم من منتجات مادية أو معنوية.
تتنافس المعارض الدولية والعالمية عاماً بعد عام بإيجاد طرق عرض جديدة وملفتة للنظر ومجنونة أحياناً تلافياً للتكرار والملل ولتحفيز المشاركين وبالتالي زيادة الطلب العالمي على منتجات البلد المضيف والدول المشاركة.
والمعارض هي نوع من السياحة الفعّالة ذات الدخل الموسمي الكبير والذي قد يكون رأسمالها ليس تراثيا ولا حضاريا ولا بيئياً ولا جغرافياً، إنما فخامة العرض التي تتطلب مختصين في مجال العرض والتسويق والفكرة الرنانة الجاذبة والاعلان الملفت والتقنية العالية في التنظيم والتنسيق

سوريا تسجل حضور ممتاز لمعرض دمشق الدولي لعام 2017

دمشق العراقة

دمشق،  العاصمة السورية الأقدم في العالم  و أحدى أقدم مدن العالم مع تاريخ غير منقطع منهم من يذهب الى أنها تعود لأحد عشر ألف عام تقريبًا، ومنهم من يقول أنها تعود ل 4000 عام متواصل وغير ذلك من الاجتهادات في تقدير عمر دمشق الزمني .
فقد ورد ذكر المدينة في رسائل تل العمارنة التي تعود إلى القرن الرابع عشر ق.م باسم دمشقا، والمرجح أن أصل التسمية آرامي وهو "مشق"  تتقدمه دال النسبة ومعنى العبارة "الأرض المزهرة أو الحديقة الغناء.
وفي نص آخر ذكر ان نشأة مدينة دمشق موغلة في القدم، إذ يعود سكناها إلى الألف الثانية ق.م، وورد ذكرها في النصوص المصرية والآشوريةبوصفها مركزاً اقتصادياً وسياسياً معروفاً في الشرق القديم. وقد كانت دمشق المملكة الآرامية في وقتها أهم دولة في سورية وأكثرها قوة. قاومت الآشوريين أنفسهم قبل أن يستطيعوا تدميرها عام 73222 ق.م. ومازال الباحثون منذ القدم يتدارسون تاريخ دمشق ويؤكدون عراقتها بكثير من الإستشهادات والمقولات ومع اختلاف الرؤى حول التاريخ الذي بنيت فيه هذه المدينة العريقة إلا أنه يذكر أن أول جدار بني في الأرض بعد الطوفان كان على تربة هذه المدينة التي احيطت في العهد الروماني بسور كبير وسبعة أبواب مطلة على كل الجهات, وذا ما يؤكده  خصيف في قوله : ((لما هبط نوح من السفينة وأشرف من جبل حسمى رأى تل حران بين نهرين جلاب وديصان  فأتى حران فخطها ثم أتي دمشق فخطها  , فكانت حران أول مدينة خطت بعد الطوفان ثم دمشق )) ([1])

منذ العصور القديمة، اشتهرت دمشق بوصفها مدينة تجارية، تقصدها القوافل للراحة أو التبضع، كانت المدينة إحدى محطات طريق الحرير،وطريق البحر، وموكب الحج الشامي، والقوافل المتجهة إلى فارس أو آسيا الصغرى أو مصر أو الجزيرة العربية هذا الدور الاقتصادي البارز لعب دورًا في إغناء المدينة وتحويلها إلى مقصد ثقافي وسياسي أيضًا، فالمدينة كانت خلال تاريخها مركزًا لعدد من الدول أهمها الدولة الأموية - أكبر دولة إسلامية من حيث المساحة في التاريخ، وفيها أقامت ودفنت شخصيات بارزة في تاريخ الشرق مثل صلاح الدين الأيوبي والظاهر بيبرس. وقد اعتبرت دمشق عام 2010 واحدة من أفضل المقاصد السياحية في العالم،
تُعرف أيضًا بأسماء عديدة منها الشام ومدينة الياسمين؛ وقد احتلت مكانة إقليمية بارزة على صعيد الفنون، والآداب، والسياسة؛ وحظيت باهتمام الأدباء والشعراء والرحالة ونظم في وصفها العديد من النصوص الشعريّة والأدبيّة، نذكر منهم ياقوت الحموي الذي قال (( ما وصفت الجنة بشيء الا وفي دمشق مثله )) ( [2])





  
وشهدت دمشق في مرحلة سوريا الأنتيكية، ازدهارًا عمرانيًا، وتخطيطًا على نمط هيبوداموس وتوسعًا، واحتوت كعواصم العالم الإغريقي، مسارح، وساحات لسباق الخيل، وحمامات، وأقواس نصر، ومدافن فخمة، ويعود لتلك الحقبة من تاريخ دمشق، نمو سورها، وأبوابها، ويضيف بعض المؤرخين قلعتها. خلال مرحلة ما قبل الميلاد، انتشرت عبادة الإله الآرامي حدد - وهو المقابل لجوبتير الروماني، وزيوس اليوناني، ضمن سياسة توفيق الآلهة - في المدينة؛ ووصف بكونه سيّد دمشق، وشيّد على اسمه معبد جوبتير؛ ووجدت في دمشق جماعات ضخمة من يهود سوريامن مرحلة قبل الميلاد، وانتشرت فيها المسيحية منذ قرنها الأول، وحسب سفر أعمال الرسل، فإن القديس بولس، تحوّل إلى المسيحية قرب دمشق، ومنها انطلق في النشاط التبشيري، بعد أن تمّت تدليته في سلة من إحدى نوافذ السور، إذ أراد الحاكم إلقاء القبض عليه وقتله
لدمشق سبعة أبواب فتحت حسب الحاجة إليها وسهولة الدفاع عنها ولهذا كان في الجانب الشمالي من المدينة ثلاثة أبواب لأنه أكثر جوانبها تحصيناً لوجود النهر (نهر بردى) حوله. هذه الأبواب هي الباب الشرقي من جهة الشرق والباب الكبير (باب الجابيه) في الغرب, وباب توما, باب الجنيق, باب الفراديس في الشمال, والباب الصغير, وباب كيسان في الجنوب
( أ, ن ) دمشق، عاصمة التاريخ التي عشقها الحالمون، والبسطاء والشعراء، والمجانين، تلك المدينة المرمية على حجر الكون، ضاربة في الأشياء منذ بداية أول حرف من الأبجدية الأولى التي توزعت على الناس كرغيف خبز. (...... ) تعي دمشق جيدا أنها جميلة لمجرد أنها هي، محتفظة بوقارها الأزلي، جميلة حد الدهشة، ومغرورة ككائن يعرف أنه يملك أكثر مما يملكه الآخرون: الرؤى واليقين . ([4])

تحوي مدينة دمشق نمطًا تقليديًا من الأسواق المسقوفة، داخل الأسوار وخارجها، أبرز أسواق دمشق المسقوفة أربع: سوق الحميدية، وسوق مدحت باشا، والبزورية، والحريقة، فضلاً عن وجود الأسواق التخصصية مثل سوق الجزماتية بشكل عام يمكن إحصاء خمسين سوقًا تقليديًا  متنوع الاستخدامات في مدينة دمشق؛ وتشكل فضلاً عن كونها ذات أهمية تراثية وأثرية كبيرة، أحد شرايين المدينة الاقتصادية حتى وقتنا الراهن. ويلاحظ بشكل خاص في سوريا العثمانية ازدهار "الخانات"، التي تحولت أغلبها لمتاحف، وأبرزها خان أسعد باشا. الأشكال الحديثة من الأسواق، يمكن تقسيمها إلى فئتين: الشوارع التي تكثر فيها المحلات التجارية مثل شارع الشعلان، وشارع الحمراء، ويعتبر البعض منطقة أبو رمانة بوصفها الوسط التجاري لدمشق الحديثة؛ والمراكز التجارية الكبيرة، وتحوي دمشق عددًا كبيرًا منها مالكي بلازا مول، ومونوبري دمشق.

([1]) مختصر تاريخ دمشق  ابن منظور المجلد الأول
([2]) كتاب ياقوت الحموي

ادارة النفايات

كلما كبرت المدن تزداد أهمية إدارة النفايات وتصبح من القضايا الملحة. وإعادة التدوير هي من أهم  وظائف إدارة النفايات في إطار الاقتصاد الأخضر وإعادة التدوير هي المصدر الأسرع نموًا لفرص العمل الخضراء، وتوفر أفضل فرصة لاستحداث فرص عمل خضراء جديدة في مجال إدارة النفايات ,إلا أن إعادة التدوير ترتبط في العديد من البلدان النامية بظروف العمل غير اللائقة والخطرة. تلك هي حال عمال التنظيف وإعادة التدوير في العديد من المدن الكبرى في المنطقة العربية. فالآلاف من العمال المهاجرين من جنوب آسيا يقومون بمعظم أعمال تفكيك السفن؛ وتفكيك الكميات المتزايدة من النفايات الإلكترونية في ورش صغيرة تكون فيها معايير السلامة والبيئة شبه منعدمة. إلا أن بعض طرق إعادة التدوير يمكن أن تتناول المنتجات اليومية كالورق والنفايات مما يوفر عملاً  لائقًا ويساهم إسهامًا كبيرًا في الحد من استهلاك الطاقة وما يرافقه من تلوث للهواء والمياه. والجدير بالذكر أن عدد وظائف إعادة التدوير في الولايات المتحدة الأمريكية وحدها يزيد على مليون وظيفة

استدامة

نحن جزء من العالم النامي، ولا نريد أن نرى أنفسنا وقد تخندقنا مع أولئك الذين يعادون التطور التكنولوجي ، وعندما نتأكد من وجود أدلة ملموسة على أضرار جانبية لذلك التطور، أضرار تهدد الحياة على كوكبنا بدرجات متفاوتة ، فان الحديث يأخذ مجرى آخر.
فموضوع حماية البيئة وديمومتها، لم يعد موضوعا من أجل الترف الفكري، أو موضوعاً يهم مجموعة بشرية دون سواها أو تخصصا علميا دون بقية التخصصات بل أضحى عنوانا هاما لكافة العلوم النظرية منها والتطبيقية، وإذا حصرنا حديثنا في مجال التنمية العمرانية وتطور المستوطنات البشرية، فان الإنسان قد استخدم مواهبه في ابتكار تقنيات من أجل إيجاد مأوى يناسبه ويحميه واستمر يطورها عبر آلاف السنين، والتي كانت في توافق وانسجام مع البيئة من حوله.
لكن الثورة الصناعية، شكلت منعطفا خطيرا في علاقة الإنسان مع بيئته، وانقطع مسار التطور التقني المتواصل مع البيئة، والمتصالح معها، ليبدأ عصرا يصبح الإنسان فيه مع ما ابتكره من تكنولوجيا في جانب، والبيئة وحماتها في جانب آخر، وجاءت فكرة التكنولوجيا التوافقية حيث كانت الدعوة إلى إيجاد وتطور تكنولوجيات تناسب إمكانيات شعوب العالم الثالث، مستغلة الإمكانيات البشرية ومواد البناء المحلية
التهديد الذي تشكله التنمية غير المرشدة للبيئة يأتي تحت عنوانين رئيسيين هما:
نضوب الموارد من جهة و التلوثات بمختلف ألوانها وأشكالها من جهة أخرى، وكلا  الحالين، ينذر بوقوع كارثة بيئية. والمقصود بالموارد هنا، المصادر المحروقة المولدة للطاقة، كالبترول والغاز والفحم، وهنا تصبح المعادلة على النحو التالي:
 إذا ما تمادينا في استهلاك مصادر الطاقة القابلة للنضوب، فإننا حتما سننتهي لإحدى النهايتين، أيهما تأتى أولا، إما نضوب مصادر الطاقة، مما يعنى توقف العمليات التنموية بمختلف أشكالها، أو وصول حالة من التلوث لا تطاق ، وهذا يعنى توقف الحياة جزئيا أو كليا على هذا الكوكب، وفى الحالتين ستكون الكارثة. سنصبح مخيرين بين الموت جوعا وفقرا نتيجة لنضوب الموارد أو الموت اختناقا وكمدا نتيجة لارتفاع مستوى التلوث 

تابعونا

البدايات الجديدة دائما تبدأ بمعزوفة جديدة وبلون جديد لم يكن ربما مثار اهتمام .. لكن يحدث أن يصبح ملفتاً في حالةٍ ما 



دمشق القديمة

دمشق القديمة ... كل يوم نتعلم منها شيء جديد
البيت الدمشقي القديم هو واحداً من أهم ما أنجزته التحولات العمرانية والمعمارية في مدينة دمشق التي أفرزت قيماً اجتماعية وحضارية  وثقافية على مر تاريخها الطويل حيث يمتلك هذا البيت من خلال غرفه ونمطه العمراني مزايا فريدة ومتفردة من حيث الجماليات والتوزيع الوظيفي. ومن خلال هذه البيوت اكتسبت المدينة نسيجاً عمرانياً تميز بالجمال والغنى بأنماطه المعمارية وفراغاته وإحساسه الجمالي كمحصلة للعديد من العوامل الاجتماعية والاقتصادية والفكرية والبيئية. حيث حافظت هذه البيوت على نمط الحياة السائدة في القرنين 17- 18 وحققت لساكنيها الراحة والأمان والجمال
حفظ الطاقة في البيت الدمشقي
الأسلوب المتضامن في تجميع المباني في المدينة نتج عنه التقليل من تعرض الأسطح الخارجية لهذه المباني لأشعة الشمس المحرقة ، كما أدى الى تظليل بعض المباني لما جاورها من مبان أخرى ، ومن ثم أصبحت الطاقة الحرارية النافذة الى داخل المبنى محدودة. حماية المشاة من أشعة الشمس اللافحة أثناء تنقلهم بين الأجزاء المختلفة للمدينة نهاراً ، وذلك بسبب تظليل الممرات نتيجة لضيقها وما بها من انحناءات كثيرة علاوة على التغطية الكلية (السباط) لبعض أجزئها بالمباني أو جزئيا لواجهاتها من بروزات كثيرة على هذه الممرات. والباحة الرئيسية للبيت والتي تمثل الجوهر الرئيسي والعنصر المميز للسكن وتسمى أرض الديار التي تتصف بالتناظر الكامل وتمتاز بتعرضها للشمس وغناها بالنباتات والأشجار ومساحة صغيرة من المياه .
حفظ جودة الهواء في البيت الدمشقي
إن امتداد أسطح البيوت على ارتفاع واحد تقريبا ، فلا يرتفع البيت عن طابقين ، وهكذا فان تيارات الهواء لا تؤثر على حرارة الجو في الدروب والحارات ، مما جعل الفارق الحراري فيها ضعيفا ويحميها من تقلبات الطقس الخارجي .ويعتقد أن هذه الظاهرة ناتج تشكيل المسقط والمقطع الذي يسمح بسحب الهواء فيها. وتعطي تلك الظاهرة الميكانيكية حركة الهواء في المدينة القديمة الجواب عن طريقة العزل الحراري وحركة الهواء كمكيف طبيعي فيها
 حفظ الماء والموارد في البيت الدمشقي
إن منظومة شبكة المياه للتغذية بالمياه الحلوة وتصريف المياه المالحة هي من أقدم النظم المعروفه وبقيت فعالة حتى الثلاثينات من هذا القرن وشكلت مع الغوطة المحيطة بالمدينة منظومة بيئية متكاملة.
 إن كل من الاقتصاد بالمساحات وبالماء والطاقة والتناسب مع الطبيعة والإنبات ودورة المادة هو منظومة بيئية بالمنظار الحديث وكانت متواجدة كاملة في مدينة دمشق القديمة

بريقة القنيطرة

قرية "بريقة" موقع قديم تدل آثاره على أنه كان آمأهولاً منذ العصر الهلينستي، حيث نرى فيها حجارة منحوتة وأعمدة وكتابات يونانية...